ترنيمة اوغاريت....
فى لحظات صمت هادئة, وفى ظلام الحجرة الكاحلة, استمعت الى قطرات المطر تعزف الاطلال, فاختلج فى صدرى ضيق لطالما استحيت مواجهته, و رقرقت عيناى بالدمع.
سكت مرة اخرى, و لكن عن السكوت هذه المرة, و اطلقت العنان لانين قلبى يرتل ترنيمة اوغاريت الخالدة الفانية.
و فجاة... عدت لاوبخ نفسى, لماذا؟ لماذا العب دور الضحية و انا الان فى اختبار؟ لمذا اركن الى حالى مشفقا و اضيع طاقتى هباء؟ لماذا, لماذا, لماذا؟ و اثناء انشغالى بحلقة التوبيخ المعتادة, صرخ صوت طفل باك بداخلى, " لاننى اتالم!!! لاننى حزين! لطالما تجاهلتنى و اخرستنى... و انا اتالم و الصبر زهق و مل, ولما رحت اشكى له, شكا لى!!! فتحالفنا سويا, وقررنا لن نصمت بعد الان حتى تتحقق مطالبنا!!!
لم اكن افهم ما اسمع, كنت اتلقى الشكاوى و اسمع اصوات تبدو مالوفة و ما هى بمالوفة... سمعت صبرى يكلمنى و يعترض!! و طفل يبكى ممتعض!!! و صرت اسمعهما يتحدثا سويا و يتفقا على!!! و خرج صبرى عن سكوته من بعد صمت طويل... فقال "اسمع يا هذا!!! الدنيا كلها تتغير الان, وكل صاحب حق يطالب بحقه, انتم حين لا يعجبكم رأى تسمعونه تقولون فأوية, فأوية... و لكنها مطالب مشروعة, فمن حقى انا و الطفل الحرية و الكرامة الانسانية, و انت لطالما اعتبرتنى عبدك الذى استعبدته, ليحمل عنك همك فى كل مصيبة او حزن, فكلما اصابك شئ, اركنته الى و " تحليت بالصبر" و كأننى لا اقهر, لا اتعب او لا امل, و قلت "يا صبر صبرنى" و لكن دعنى اقول لك شئ, انا لن احتمل همومك بعد الان, انا مستقيل, و المرة المقبله اذا احتجتنى لن اكون موجودا!!! فلا تقل يا صبر صبرنى لاننى راحل عنك.... فلتقل يا صبور!!!"
Comments
Post a Comment
Please share your thoughts, and leave us your comment here.....