رضى الناس .... ولا في الأحلام !؟

غادة المعايطة

المستحيلات الثلاث : الغول والعنقاء والخل الوفي , ورابعها رضى الناس . معضلة تواجهنا في كافة امورنا الحياتية , درس علمه جحا لولده عندما اصطحبه للسوق . تقول كتب النوادر أن جحا وابنه بدآ مسيرتهما  وركبا الحمار ومرا بأولى الجماعات فقال أحد أفراد هذه الجماعة انظروا إلى هذين الظالمين كيف طابت نفساهما بتحميل هذا الحمار ما لا يطيق فلو تعاقبا ركوبه لكان ذلك من الرحمة بالحمار، ثم بعد ذلك قال جحا لابنه سأركب أنا وأنت تقود الحمار ففعلا , ومرا بالجماعة الثانية فقالوا انظروا إلى هذا الأب الظالم كيف استقل بالركوب دون ابنه المسكين ثم قال جحا لابنه اركب أنت وأنا سأقود الحمار ففعلا ومرّا بالجماعة الثالثة فقالوا انظروا إلى هذا الابن العاق كيف ترك والده يمشي وهو راكب الحمار مستقلاً بركوبه. ثم قال جحا لابنه دعنا نمشي خلف الحمار ولا يركبه أحد منا فمرا بجماعة رابعة فقالوا انظروا إلى هذين المحرومين من الركوب على هذه الدابة المدللة للركوب كيف يمشيان خلفها دون ان يركباها أو يركبها أحدهما ثم قال جحا: يا بني لم نترك حالة من حالات تصرفنا مع حمارنا إلاّ فعلناها ولم تسلم حالة من هذه الحالات دون اعتراض .

درس علمه الأب للإبن ولكنه لم يرسم له  الطريق لكسب رضى الناس ,  هناك من اختصر الطريق

 ( واستنسخ ) من نفسه ميول وأمزجة وأهواء ( ليسترضي ) كافة البشر باختلاف طباعهم  ....رفع شعار :

إذا كنت من كل الطباع مركبا           فأنت إلى كل القلوب حبيب 

منفذ  سهل مضمون للخروج بإخف ضرر , بكلمة واحدة ( منافق ) ...!!

ولإن النفاق صفة بغيضة لا تتفق والقيم فإن الحل السحري يكمن في ( التجاهل ) ..  تجاهل ما تسمع إذا كان من منظومة تعكير المزاج , لا تلتفت لما يقوله الناس إذا كنت على ثقة من صحة خطواتك ( واستفت قلبك ) إذا كثر الناصحون لإن الفطرة السليمة والقلب الطاهر النظيف هما هاديك للحق والصواب .

لا ننكر  أهمية كسب ود الناس فالانسان كائن اجتماعي يعجبه أن يكون محترما  ومحبوبا بين الناس , وكي ينال المرء محبة ربه ومحبة خلقه فكما ورد في الحديث الشريف  فقد جاء  رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، دلّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبّني الناس ، فقال عليه السلام : ( ازهد في الدنيا يحبّك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبّك الناس ) ...صدقت يا رسول الله ..

* كاتبة من الأردن

Source:http://www.aaram.net/article.aspx?id=18439&cat=2&AspxAutoDetectCookieSupport=1

NOW IS THE TIME. NOW IS THE PLACE.