الكذب ملح الرجال

حوار الأديان، وحوار الطرشان والعميان.



إذا كان أحدنا أطرش والآخر أسمع، فحوارنا ليس مجدي بالاسس، فما بالك لو كان كلانا طرشان و عميان.



نعيش اليوم في زمنٌ أصبح فيه الكذب ملح الرجال، و عيب عللي ما بيكذب.



حكي بلا فعل أو فعل بلا حكي، كلو حكي بحكي. كلام لا يتعدى اللسان ولا الأذان.



أجلس في مكتبي الصغير و أتأمل هذه السمكة الصغيرة صاحبة أجمل الألوان في ذلك الوعاء الزجاجي البيضاوي الشفاف وأتسائل، يا ترى ما هي قمة السعادة لهذه السمكة؟



هل هو أن آت بقطع الطعام المخصصة لها وألقيها في الوعاء، فتتظاهر هي بأنها وجدت صيداً ثميناً بعد طول عناء فتأكله وهي تقنع نفسها بأنها استحقته؟؟

أم يا ترى هي أن تترك حرة طليقة في ظلمات البحر الأسود لتبحث عن رزقها بنفسها؟



اتوقع أن العاقل منكم سوف يختار الحل الثاني، لكنني أيضاً أعتقد أن الجهل والحيوان الذي يسير بفطرته سوف أيضاً يختار الحرية.



فالحرية هي الفطرة السليمة والقويمة التي فطر الله عليها كل البشر....وأين هي الحرية الأن؟



أتخيل أن النظم والوضع والظروف والسياسات وكل هذه الشعارات هي هذا السجن الزجاجي التي تدور بداخله السمكة المسكينة، وأتصور أيضاً أن هذه الشفافية الكاذبة للزجاج ما هي الشفافية الملطخة التي يدعيها النظام والسياسي والفنان والإعلامي والصحفي، فما هي إلا هذا السجن الزجاجي الذي يحول بيننا وبين الحقيقة.



إذاً.....ماذا سوف أفعل يا ترى؟؟



هل سأطلق هذه السمكة واعطيها حريتها؟؟؟ لا.... أعتقد انني سوف اتركها لتبقى مذكراً قوياً بحالي ووضعي لاعرف نفسي، فمن عرف نفسه عرف ربه.



إهدأ إلى كل من يشاركني الأفكار الغريبة، وإلى صديقي عمرو الحسيني.

Comments

Popular Posts